مدينة البتراء الاثرية |
دعا مهتمون في القطاع السياحي بمنطقة البتراء ووادي رم إلى الاستفادة من العقبة كعاصمة للسياحة العربية للعام الحالي 2011، من خلال خطتها التسويقية والبرامج السياحية للمثلث الذهبي، وخاصة ثاني عجائب الدنيا السبع مدينة البتراء الوردية التي تتربع فيه على قائمة الأماكن الأثرية من حيث الدخل السياحي، والذي يشكل أهم روافد الاقتصاد الوطني.
ورغم فوز البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، في مسابقة جرت في العام 2007، إلا أن انعكاسات الفوز على المنطقة كانت محدودة نتيجة ضعف برامج الترويج والتسويق لتحفة الأردن التاريخية، نتيجة تدني مستويات الخدمة السياحية المقدمة في المنطقة.
ويُعلقُ مواطنون آمالا كبيرة على مدينة العقبة "العاصمة السياحة" لجذب وترويج أكبر للمدينة الوردية، إضافة إلى منطقة وادي رم التي ستدخل التراث العالمي.
ويُؤكدُ المواطن محمد الفلاحات أنَّ ترويجَ البتراء سياحيا ضعيف، في ظل غياب برامج التنشيط السياحي رغم فوز المدينة كواحدة من عجائب الدنيا، مبيِّنا أنَّ البرامجَ السياحية العالمية تتعامَلُ مع البتراء على أنَّها "معبر" تمر من خلاله المجموعات السياحية إلى مناطق مجاورة للمملكة. ويرى أنَّ الأزمة المالية العالمية أثرت على طبيعة السياح ودفعهم، إذ بات السائح "يفاصل" على كل شيء.
ويلفت الفلاحات إلى عدم وجود منشآت سياحية تغري السائح بالبقاء، مثل المنتجعات والملاهي والمتنزهات التي من الممكن أنْ تشجِّع على إطالة فترة إقامة السائح في البتراء. ويعتبر في المقابل أنَّ السياحة المحلية "فائدتها أكبر من الأوروبية"، محيلا ذلك إلى أنَّ السائح المحلي يشتري الطعام والشراب والخدمات من أسواق البتراء، في حين أن السائح الأجنبي يكتفي بما يقدمه الفندق.
ويدعو إلى الاستفادة من المجموعات العربية التي تزور العقبة والتنسيق معها، إذ من الممكن، وفقَ قوله، أنْ تكونَ العقبة المصدرَ الرئيسيَّ للبتراء إذا ما أحسنت استغلال لقبها كعاصمة للسياحة العربية.
ويؤكدُ المواطن عماد العمرات أنَّ من الضروريِّ أنْ يكونَ هناك تنسيق بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومفوضية البتراء التنموية بإقامة فعالية أو نشاط من كل شهر في البتراء ومثلها في وادي رم. ويقول العمرات إنَّ تلك الآلية تسمحُ للسائح بقضاء أكبر وقت ممكن في ربوع الأردن.
عميد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة الحسين بن طلال الدكتور فؤاد كريشان، يبين أنَّ العقبة نموذج ريادي في المملكة، حيث حصدت الاستثمارات في القطاع السياحي أكثر من 50 % من مجمل الاستثمارات، وعملت على تفعيل هذا القطاع المهم والحيوي عبر التشريعات والقوانين البيئة الاستثمارية المناسبة والمشجعة على استقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين المحليين والعرب والأجانب.
ويرى أنَّ تنوعَ الأنشطة السياحية بات أمرا ملحاً وضرورياً للخروج من حالة التراجع الحالية في إعداد السياح، ومن حالة الاعتماد على السياحة الداخلية، مؤكدا أنَّ العقبة قادرة من خلال برامج سياحية مدروسة أن تجعل منها ومن البتراء ووادي رم قبلة للسياحة العالمية بعد ترويج كاف، والاعتماد على المقومات السياحية في كل منطقة من المثلث الذهبي.
وتعتبرُ فعاليات سياحية ومجتمعية في البتراء أنَّ العملَ على استحداث قصر للمؤتمرات في البتراء من الأمور التي سيكون لها دور مهم في تعزيز الدخل السياحي وإطالة مدة إقامة السياح في المدينة، في ظلِّ الأهمية التي تشكلها سياحة المؤتمرات للبترا كمدينة تراث عالمي.
ويرى المواطن يوسف الحمادين أنَّ استحداثَ قصر للمؤتمرات في البتراء "مطلب متجدد لأبناء المدينة في ظل حاجة المنطقة الماسة له، مبيِّنا أنَّ خصوصية المدينة السياحية تتطلب إنشاء قصر للمؤتمرات، ما يُسهمُ باستحداث سياحة المؤتمرات في المنطقة وتشجيعها.
وكانت حكومة معروف البخيت الأولى في وعدت في العام 2007، بإقامة قصر للمؤتمرات، بعد الإعلان عن فوزها بثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة.
نقلا عن الغد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق